من كردستان إلى غزة.. حين تصبح "كسرة الخبز" أغلى من الحياة

تشبه بعض الأغاني مرآةً صافية تعكس وجع الإنسانية، تمامًا كما تفعل أغنية "Min ew kesem – أنا ذلك الشخص" للفنان نجم الدين غولامي.. كلماتها تختزل معاناة البشر الذين يبيعون حياتهم اليومية ليشتروا "خبز الغد"، وتضعنا أمام حقيقة قاسية.. في عالم اليوم، أرخص ما يُباع هو حياة الإنسان، وأغلى ما يُشترى هو كسرة خبز.

تصف الأغنية مأساة العمال الذين يضحّون بأيامهم بل وبحياتهم من أجل لقمة عيش، يعملون في المناجم، في المزارع، أو في المصانع، حيث الموت دائمًا حاضر.. إنها صورة نظام قاسٍ يحوّل الجهد البشري إلى سلعة رخيصة، في حين يبقى الخبز بعيد المنال عن ملايين الفقراء، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الأربعاء.

المأساة تتواصل من كردستان العراق إلى قطاع غزة في فلسطين، حيث تتواصل الحرب الإسرائيلية والحصار المطبق على المدنيين منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

أرض بلا خبز

رغم أن كردستان تُعرف بأرض القمح والشعير، فإن الحرب والاضطرابات تحرم أهلها من ثمارها، فالقمح يُزرع على آلاف الهكتارات، لكنه يُباع في أسواق الآخرين، فيما يُترك الناس بلا خبز. 

وقالت وكالة "JINHA"، إنه في شمال وشرق سوريا، يموت الأطفال عطشًا رغم وفرة الينابيع، لأن المياه لا تصلهم بالقدر الكافي، فيضطر الأهالي لشراء براميل ماء بعرق يومهم.

حرب إبادة على غزة

منذ عام 2023، يشهد قطاع غزة حرب إبادة أودت بحياة أكثر من 60 ألف إنسان.. آلاف القصص والأحلام والأطفال دُفنوا تحت الأنقاض التي راكمها العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع الفلسطيني.

واليوم، يواجه الغزيون مجاعة مروعة؛ أكثر من 300 شخص، معظمهم أطفال ورُضّع، ماتوا جوعًا أمام أعين العالم.

في غزة لم يعد للناس حياة يمكن أن "يبيعوها" من أجل شراء الخبز.. ماتت العدالة قبل أن يصلها الخبز.. صارت كلمات الأغنية صرخة ضمير عالمي، تردد: "يا عدالة.. يا عدالة.. في هذا السوق القاسي، الحياة أرخص من الخبز".